يثير الانتشار الواسع للكوفية العربية أو ما يعرف بالشال الفلسطيني بين الشباب الألماني من كافة المستويات، جدلا بين مؤيدين رأوا فيه مجرد وسيلة للأناقة حظيت بقبول شعبي غير مسبوق، ومعارضين اتهموا من يرتديها بالارتباط بالنازيين الجدد ومعاداة اليهود وإسرائيل.وتصاعدت حدة هذا الجدل نتيجة لإقبال مجموعات من الألمان –وخاصة الإناث- على ارتداء الكوفية العربية المعروفة لديهم باسم الشال الفلسطيني، وأصبح معتادا مشاهدة أعداد كثيفة من الأطفال والناشئة والشباب الألماني يتوشحون الشال الفلسطيني في الشوارع والميادين الرئيسية والمدارس والجامعات.وتحول الشال الفلسطيني منذ عام ونيف إلى قاسم مشترك بين أزياء المواطنين الألمان الأغنياء والفقراء والمشاهير والمشردين واليساريين واليمنيين.وتعدت حمى إعجاب الشباب الألماني بالشال من مجرد لفه حول العنق وإسداله على الكتف والصدر إلى استخدامه كقطع ملابس وحقائب. ودمجه سكان ولاية بافاريا الجنوبية مع ملابسهم التراثية التي يستعرضونها في احتفال الولاية السنوي الشهير في أكتوبر/تشرين الأول.دور الأزياء واستغلت دور الأزياء الألمانية تحول الشال لموضة شعبية فأدرجته ضمن عروضها لأزياء الفصول المختلفة، وأنتجت منه أنواعا مختلفة تراوحت بين الشعبي المصنوع من القطن ويباع بخمسة يوروات، والفاخر المخصص للطبقات الراقية المصنع من الصوف الكشميري ويبلغ سعره ثلاثمائة يورو.للغربيين والشرقيين وتعتبر العودة القوية للشال الفلسطيني إلى الشوارع الألمانية حاليا الثانية، بعد وصوله إليها أواخر الستينات بواسطة اليساريين الغربيين الألمان، الذين عادوا إلى بلدهم بعد زيارتهم ومكوثهم بمعسكرات المنظمات الفلسطينية في الأردن ولبنان.ومثلت حقبتا السبعينات والثمانينيات العصر الذهبي لانتشار الشال في ألمانيا الغربية، وبرز بلونيه الأسود والأبيض في مظاهرات اليسار الحاشدة كرمز على مناهضة السياسات الأميركية والهيمنة الاستعمارية، وتأييد حركات التحرر والمقاومة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.كما حظي الشال الفلسطيني في تلك المرحلة بشعبية كبيرة بين الألمان الشرقيين، وارتداه معظمهم للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين والدول العربية الذين ارتبطت معهم جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة بعلاقات مميزة.وواكبت صحف ألمانية مختلفة الظهور الجديد للشال الفلسطيني هذه الأيام فأفردت صفحات تؤرخ لظهوره في منتصف الثلاثينيات كرمز لهوية الفلسطينيين ومقاومتهم للانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي.وعمدت معظم هذه الصحف لتحذير الشباب الألماني من ارتداء هذا الشال، مشيرة لارتداء النازيين الجدد له في مظاهراتهم للتدليل على كراهيتهم لإسرائيل واليهود، ونصح أدريانو زاك محرر باب "أسئلة صامتة" بصحيفة "فيلت أم زونتاغ" القارئة ستيلا البالغة 17 عاما بالتوقف عن ارتداء شال فلسطيني اشترته من باريس وتعتبره جزءا من أناقتها.واعتبر أدريانو أن الشال يمثل رمزا لرفض سياسة إسرائيل وللتضامن مع الفلسطينيين، وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لم يظهر بدونه ولو مرة واحدة.رمز استفزازيمن جانبه عبر المنتدى الشبابي الإسرائيلي الألماني في هامبورغ عن استيائه من انتشار الشال الفلسطيني, وقال إن "الشال رمز استفزازي يعبر مرتدوه عن تضامنهم مع القوى الإرهابية المنفذة لهجمات ضد إسرائيل". وأعلن المنتدى أنه سيمنح مكافأة عبارة عن شال أميركي لكل شاب ألماني يتوقف طواعية عن ارتداء الشال الفلسطيني.وقدم عدد من الشباب الألمان الذين التقتهم الجزيرة نت مبررات مختلفة لارتدائهم الشال الفلسطيني. وقالت إستير الطالبة بجامعة برلين إنها ترتدي هذا الشال لأسباب جمالية بحتة لا علاقة لها بالسياسة، وتعتبره جزءا لا غنى لها عنه ضمن ملابسها، ويضفي عليها مزيدا من الجاذبية.في المقابل أكد مجموعة من الشباب حليقي الرؤوس في حي ليشتنبرغ البرليني الشرقي أن الشال وسيلة يتحايلون بها على حظر ارتداء الشعارات النازية، ويعبرون بواسطته عن تأييدهم -لما سموه- مساعي الفلسطينيين لتدمير إسرائيل.وتنوه كاتي الباحثة بمؤسسة مدنية مستقلة إلى أن النقوش والتصميمات الجميلة هي ما جذبها للشال الفلسطيني الذي ترتديه منذ خمس سنوات، وذكرت أن بحثها في خلفيات هذا الشال جعلها تتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني بعيدا عن أي صلة بالنازيين الجدد.
هي مجرد دعوة لرتداء هذا الشال الفلسطيني و استبدال الشماغ و الغترة و لو لمجرد يوم واحد بالكوفية العربية ، و للفتيات متبعات الموضة أقول لهم أن لا يخافو على أناقتهم فهناك أنواع ستناسب أذواقهم ، و تذكري ان قطعة القماش هذه تسبب لهم ازعاجاً ، فلنجرب ارتدائه و لو ليوم واحد و لا يحضرني أن أقول لكم بأن الكوفية العربية هي نفسها التي كان يرتديها الملك فيصل رحمه الله و طيب الله ثراه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق