أنا اليوم ارتدي الكوفية الفلسطينية
…
لماذا؟
لأني اليوم غاضب…
لأني اليوم مليء بالتضامن… و ضربت آخر مرة تضامنت فيها من غير سبب.
رأيت من تقع عليهم المسؤولية يضربونى أثناء التضامن يقولون لي… كفى يا ولد… أهدئ يا ولد… أنت مشاغب… لا تتدخل في الشؤون الدولية لغيرك… لا تدع ذو العيون الزرقاء و الشعر الأشقر يرونك! قد تتسبب بقطع رزقنا فيما بعد…! فنحن نريد اسرائيل في منظمة أمن اقليمية لتحفظ الأمن و السلام في المنطقة!!!!!
اي رزق… و كرامتنا تهان… اي رزق و خيراتنا تنهب…؟
اي حال تتكلمون عنه… ننام ملئ العين و هم ينامون من غير لحاف و لا ثياب… بل قد ينامون بيد مقطوعة… أو رجل ممزقة أو عائلة مقتولة… و قد ينامون للأبد!
و أنا هاهنا… أشاهد الإرهاب و القتل و الموت… و هم يشاهدون الراقصات و كؤوس الشراب و الطعام الكثير الوفير… ينامون بثياب من حرير و أهلنا في غزة لا يرتدون سوى رائحة الموت و الدمار… لا دواء في المستشفيات و لا طعام في البطون و لا تعاطف من الحكام لا بالقول و لا بالمعونات…
خزي و عار…
خزي و عار…
خزي و عار…
صامتون…و عميان و طرشان!
أنا اليوم… ارتدي الكوفية الفلسطينية…
كوفية بسيطة، بيضاء و سوداء…
كما هو الفرق بين حالنا و حال اهل غزة…
غير ان كوفياتهم قد خضبت من الدماء، و صار الأبيض أحمراً… صار الدم صبغاً… يرتدي به الصامتون معاطفهم الجلدية الباهضة الثمن
و يلونون به اعلامهم…
و يجعلونه لون غرف نومهم… حيث تقع الليالي الحمراء من ليالي الألف ألف ليلة…
و يالألف ألف ليلة مرت على أهلنا في فلسطين…! لم تكن حتى حمراء… بل سوداء سواد الكحل في ليل النائمين…
تماماً كما يرى العميان… الذين ملئونا بالأخبار و التطمينات…
“كل شيء على ما يرام…” “سمعنا ان الأمور صارت أفضل…” “لقد وقع على مسامعنا أن جهل الفلسطينيين اوصلهم إلى ما وصلوا إليه…” “كلا… لم نرى أن احد قد اصيب بأذى!”
طبعاً لم تروا… فأنتم عميان!
طبعاً سمعتم… فهذا ما تريدون سماعه اصلاً!
سحقاً…
سحقاً…
سحقاً…
و الآن؟
الآن… حان لنا أن نقول لا!
الآن… حان لنا ان نتصدى لكلام السفهاء…
ان نستيقظ…
و نرى العصا معلقة على الحائط…
أن نصرخ… و نستنكر… كلا! هذا ليس كافياً!
أن نخرج… و نظهر موقفنا للعالم اجمع حتى الطبقة الجوية العليا في الغلاف الجوي…!
كلا… ليس هذا كافياً…
ستمتد يد إلى تلك العصا و تبدأ بضربنا…
و قد ينكفئ البعض حينا و هو لم يحقق شيء…
ما العمل إذا؟
أن نلتفت إلى ذلك القصر الكبير المحاط بألف سور و ألف حارس…
أن نسمعه كلامنا و نجعله يخاصم اصحاب البدلات الأنيقة و العيون الخضراء و الشعر الناعم…
أن يتوقف عن مساندة قواتهم التي تهب السلاح للقتلة و اتخاذهم اوطاننا للهجوم على اخواننا في العراق و افغانستان و كل بلد حورب فيه اخواننا في الاسلام و العروبة…
أن نقول لا للخداع… أن نقول لا للغدر و النفاق!
تزداد ضربات العصا قوة… تزداد حدة… بل يزيد عدد العصي. فلكل حارس اصبح عصا… و صارت العصي انواع كذلك: منها الناري و منها الغازي و منها المعنوي… و منها ما يهدد بعصي الغير…!
حسناً… ما العمل إذا؟؟؟
العمل… أن نعمل من غير أن ننتظر موافقة احد… من غير مباركة أحد و من غير انتظار الدعم و الضوء الأخضر من أحد!
أن لا ننتظر قول احد… قد يأتي أحدهم و يقول بأنك خالفت كلام ولي أمرك و هذا قد يدخلك النار و تصبح من الفئات الضالة… و هم انفسهم قد يكونون من عبدة الدرهم و الدينار…
العمل هو ان نقف صفاً واحداً…
أن نخرج جماعة واحدة…
أن نرفع يداً واحدة… لافتة واحدة… شعاراً واحداً… أن نصفي انفسنا من خبائث التفرقات و نركز على هدف واحد…
في وقت واحد…
مكان واحد…
و تحت ظل ما يوحدنا…
إما أن تتوقف هذه الوحشية و إلا…
و إلا قاطعنا منتجاتكم و منتجات كل من يناصركم…
لا اقولها للفرد البسيط فقط… بل للتجار و اصحاب الأموال!
لا تأكلو الطعام الأمريكي، و لا تشربوا القهوة الأمريكية…
و لا تشتروا السيارة الأمريكية… و لا الالكترونيات الأمريكية…!
دعوا اقتصادها يموت… لكي يموت اقتصاد اسرائيل!
و اذا ارادوا اقتصادهم ان يعيش… فليتركوا اقتصاد اسرائيل يموت لوحده، فتختفي اسرائيل عن الوجود!!!
اتركوا الرصاص و الصواريخ لأهل غزة و جيرانها… للمقاومين الحقيقيين و المحاربين الشرفاء…
فبهم سنغير الدنيا، و يسمع صوتنا القدر!
اصواتكم… اموالكم و مواقفكم… أظهروا العالم ما انتم عليه حقاً! قولوا لا… لا تخدموا المعتدي و اعوانه…
تبرع بدينار القهوة بستار بكس إلى من في غزة… و اشرب قهوة عربية بدل ذلك!
لهذا… أنا اليوم… أرتدي الكوفية الفلسطينية…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق